قرر مجلس النواب الأردني في ختام جلسة مناقشة عامة لموضوع الطاقة اليوم (الثلاثاء) برئاسة المهندس عاطف الطراونة، وحضور هيئة الوزارة، رفض اتفاقية «توريد الغاز الطبيعي من إسرائيل»، وطالب الحكومة الأردنية بالغائها.
وبحسب وكالة الأنباء الأردنية طالب نائب رئيس الوزراء الأردني وزير دولة الدكتور رجائي المعشر بــ«مهلة» حتى يتسنى للحكومة استفتاء المحكمة الدستورية حول صلاحية مجلس الأمة بالنظر في اتفاقية الغاز مع اسرائيل، وتحديداً تفسير المادة 33 من الدستور.
يشار إلى أن المادة 33 في فقرتها الثانية تنص على أن: «المعاهدات والاتفاقات التي يترتب عليها تحميل خزانة الدولة شيئاً من النفقات أو مساس في حقوق الأردنيين العامة أو الخاصة لا تكون نافذة إلا إذا وافق عليها مجلس الأمة، ولا يجوز في أي حال أن تكون الشروط السرية في معاهدة أو اتفاق ما مناقضة للشروط العلنية»، فيما ينص قرار تفسيري للمجلس العالي لتفسير الدستور عام 1962 على إخراج الاتفاقيات المبرمة بين الحكومة والأشخاص الطبيعييّن والمعنويّين من نطاق الاتفاقيات التي يتطلب نفاذها موافقة مجلس الأمة، حتى وإن حمّلت خزانة الدولة شيئاً من النفقات.
وقال المعشر: إن الحكومة مقيدة بالقرار التفسيري للمجلس العالي لتفسير الدستور والذي ستنظر به المحكمة الدستورية بناء على سؤال الحكومة، مؤكدا في الوقت نفسه التزام الحكومة بمراجعة الاتفاقية ودراسة كلفة ابقائها مقارنة مع كلفة إلغائها، والتقدم إلى النواب بنتائج المراجعة لاتخاذ القرار المناسب بشأنها بشكل تشاركي.
ورفض النواب الأردنيون المتحدثون بشكل كامل ومبدئي اتفاقية توريد الغاز الطبيعي من شركة نوبل إنيرجي البالغة قيمتها 10 مليارات دولار أمريكي، لتوريد 6ر1 تريليون قدم مكعب طوال 15 سنة، عبر أنابيب من بئر ليفاثيان في البحر الأبيض المتوسط إلى شمال الأردن مع بداية العام القادم 2020.
وتستورد شركة الكھرباء الوطنية الأردني– حصرياً – الغاز الطبيعي الأردني، وتقوم بتحويله إلى شركات توليد الكھرباء لإنتاج 85 % من حاجة الأردن للكھرباء من الغاز، حيث تستھلك هذه الشركات يومياً 330 مليون قدم مكعب.
وتبرر شركة الكهرباء الاتفاقية كونها تأتي إنسجاماً مع أھداف الاستراتيجية الشاملة لقطاع الطاقة القاضي بتنويع مصادر التزود بالطاقة والتوسع بالطاقة المتجددة والطاقة النووية، إضافة إلى الصخر الزيتي، وعدم الاعتماد على مصدر وحيد لتجنب تكرار الآثار السلبية لانقطاع الغاز المصري، إضافة إلى تعزيز فرص التعاون الإقليمي.
وكذلك لجعل الأردن جزءاً من المشروع الإقليمي المندرج ضمن سياسة الاتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل المتوسط للاستفادة من إكتشافات الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، وتشمل كذلك الغاز الفلسطيني، والقبرصي، والمصري؛ بھدف بناء شبكة خطوط لتصدير الغاز من ھذه الإكتشافات وربطھا بشبكة الغاز الأوروبية.